الخميس، 31 مارس 2016

خامساً: استراتيجية التعليم القائم على التفكير الناقد .


إن مهارة التفكير الناقد تركز على عمليات ذهنية تذهب إلى ما بين السطور والحقائق المتضمنة ، وتتطلب من المتعلم إعادة النظر وتغيير النظرة التي كان ينظر إليها من قبل ، وحين يمارس المتعلم هذه المهارة فهو يصوغ المعرفة بطريقة أصيلة ويتفاعل معها بأقصى درجات الفاعلية ، ثم يصوغ خبرات جديدة وتوقعات جديدة يتجاوز فيها الخبرة أو الدرس الذي يقدم إليه ، وبذلك يكون تفكيره تفكيراً إبداعياً مستنيراً
وهذا يتطلب التأكيد على أن يعمل معلم التربية الإسلامية على إكساب المتعلمين القدرة على التفكير حتى يتحول التفكير لديهم إلى مهارة في مواجهة مشكلات الحياة بجدية وبعد عن العبث واللهو وتطبيق المعرفة وكيفية التعامل مع المواقف وتنويع الأفكار ليشمل التخطيط واتخاذ القرار والبحث عن البدائل والتخمين والابتكار ودون تحيز أو تسرع أو غرور أو تطرف .

التعرف على مفهوم التفكير الناقد
هناك تعريفات عديدة للتفكير الناقد منها :
1.  نشاط عقلاني هادف ، توجهه رغبة قوية لتقويم مصداقية أمور وأشياء موجودة وفق معايير علمية ومنطقية ثابتة .
2.      التفكير الصحيح حول المعرفة الصحيحة والمناسبة عن العالم الذي نعيش فيه .
3.  عملية عقلية تضم مجموعة من مهارات التفكير التي يمكن أن تستخدم بصورة منفردة أو مجتمعة دون التزام بأي ترتيب معين للتحقق من الشيء أو الموضوع وتقويمه بالاستناد إلى معايير معينة من أجل إصدار حكم حول قيمة الشيء أو التوصل إلى استنتاج أو تعميم أو قرار
4.     استخدام التحليل والتقييم ومراجعة الذات ، ويتطلب الإبداع والاستقلالية .

ويشمل التفكير الناقد :
·        مهارات ما وراء المعرفة : حيث يراجع المتعلمون طرق تفكيرهم ويراقبون تعلمهم ويراجعون أنفسهم
·   منظمات بصرية : حيث يبتكر الطلبة صوراً لتفكيرهم كالخرائط المفاهيمية والشبكات والرسوم البيانية والخرائط والجداول البيانية والمنظمات البصرية .
·        التحليل : يحلل الطلبة وسائل الإعلام والإحصائيات وأموراً أخرى مثل التحيز والنمطية

أهمية التفكير الناقد وفوائده:
1.     يعد التفكير الناقد أحد الضرورات التي يقتضيها العصر الذي نعيش فيه حيث تفجر المعرفة وتنوع مصادر المعرفة
2.     يساعد المتعلم على انتقاء مفاهيمه وخبراته فلا قبل أي معرفة دون إخضاعها إلى هذا المعيار
3.     يتعلم الطالب من خلال التفكير الناطق مهارات التفكير المنطقي ، حيث الحجة والإقناع
4.     وسيلة لتدريب العقل على أنماط تفكير متعددة وصولاً إلى حل المشكلات

مهارات التفكير الناقد
يتضمن التفكير الناقد مجموعة كبيرة من المهارات وفيما يأتي بعض منها :
1.     التمييز بين الحقائق التي يمكن إثباتها أو التحقق من صحتها وبين الادعاءات أو المزاعم الذاتية
2.     التمييز بين الادعاءات والأسباب ذات العلاقة بالموضوع ، وتلك التي تقحم على الموضوع ولا ترتبط به .
3.     تحديد مصداقية مصادر المعلومات ومراجعها
4.     التمييز بين الاستدلال والتبرير
5.     التعرف على الادعاءات أو البراهين الغامضة
6.     التعرف على المغالطات المنطقية ( الاستنتاجات الخاطئة )
7.     تحديد التشابهات والاختلافات بين موقفين أو فكرتين حول قضية ما
8.     تطبيق مهارات حل المشكلات التي تعلمها سابقاً
9.     التعرف على أوجه التناقض أو عدم الاتساق في مسار عملية الاستدلال من المقدمة أو الوقائع وتحديد درجة القوة في البرهان أو الادعاء
10.التعرف على الافتراضات غير الظاهرة أو المتضمنة في النص
11.تحديد مواطن التحيز أو التحامل
إن مهمة التدريب على التفكير الناقد مهمة ليست سهلة ، وإنما تتطلب تدريباً كافياً حتى يصبح المتعلم مفكراً ناقداً أولاً ثم يصبح لديه القدرة على ممارستها أمام المتعلمين ويصبح بذلك نموذجاً يمكن للمتعلمين الاحتذاء بممارساته وإدخالها في أبنيتهم المهارية والمعرفية .
ولا يتم تدريس مهارات التفكير الناقد بطريقة المحاضرة من خلال شرح هذه المهارات للطلبة ، ولكن يمكن للمعلم تزويد الطالب بهذه المهارات بطرق مختلفة تشمل الاستقصاء وحل المشكلات ، وأفضل الطرق لتعليم هذه المهارات هو من خلال تكليف الطلبة بالكتابة حول موضوع معين يحدده المعلم ، حيث يقوم الطلبة باكتساب وتحليل وتركيب المعلومات ، ثم يقومون بتقديم هذه المعلومات واستنتاجاتهم حولها بشكل مكتوب ، كما أن ممارسة المعلم لهذه المهارات من خلال تفكيره بصوت مرتفع يساعدهم في نمذجة هذه المهارات وتمثلها .

والتدريب على مهارة التفكير الناقد يمر في مرحلتين هما : المرحلة التمهيدية والمرحلة التدريبية
أولاً : خطوات المرحلة التمهيدية :
1.   قراءة الدرس مع الاستيعاب
2.   تحديد الأفكار الأساسية
3.   تحديد المفاهيم المفتاحية
4.   صياغة محتوى النص ومضمونه في جملة خبرية
5.   إبقاء الجملة الخبرية على شاشة الذهن (أنا أفكر )
6.   اعتبار مجموعة الأفكار المتضمنة في الدرس
7.   تنظيم المعلومات بطريقة متسلسلة ومنطقية
8.   تقويم هذه المعلومات المنظمة والمتسلسلة منطقياً

ثانياً : خطوات المرحلة التدريبية :
1.   صياغة الفكرة التي طورها المعلم بعد مروره في الخطوات التمهيدية
2.   ملاحظة العناصر المختلفة في الدرس
3.   تحديد العناصر اللازمة وغير اللازمة وفق معايير مصاغة
4.   طرح أسئلة تحاكم العناصر اللازمة
5.   ربط العناصر بروابط وعلاقات
6.   وضع الأفكار المتضمنة على صورة تعميمات في جمل خبرية
7.   صياغة استنتاجات
8.   التمييز بين الاستنتاجات الصحيحة والخاطئة
9.   صياغة افتراضات عامة
10.التريث في قبول الحكام والتسليم بها
11.توليد معاني جديدة اعتماداً على التعميمات
12.بناء توقعات جديدة تتجاوز الخبرة التي تضمنها الدرس

كيف تستخدم استراتيجية التفكير الناقد
·        العصف الذهني غالباً ما يدعم التفكير الناقد
·        شجع المتدربين على إنتاج حلول وبدائل كثيرة
·        شجع المتدربين على أن ينظروا لقضية ما من زوايا متعددة ومن منظورات مختلفة
·        شجع المجموعات بأن يفكروا بطريقة خلاقة للوصول إلى حلول جديدة
·        تأكد من أن كل فرد في المجموعة له نفس الفرص في المشاركة
·        حدد قواعد جلسة العمل مثل الإصغاء الفاعل والاحترام
·        اسمح لكل شخص بفرصة التفكير قبل أن يتحدث
·        جد طريقة للتعرف على المعرفة القبلية لكل مشارك
·        سجل جميع الأفكار ثم ساعد المجموعات للتوصل إلى الأولويات وخطط العمل

دور المتعلم في استراتيجية التعليم القائم على التفكير الناقد
1.   يظهر الانفتاح ويتقبل آراء الآخرين
2.   يستخدم المنطق والدليل العلمي لتطوير أفكاره الشخصية
3.   يتعاون مع الآخرين في تبادل المعلومات
4.   يبحث عن معلومات جديدة للتأكد من أن جميع الحقائق قد أخذت بالحسبان
5.   يظهر حب الاستطلاع في تطوير وجهات نظر جديدة
6.   يتبع خطة ويستخدم مصادر مختلفة لجمع وتنظيم الأفكار
دور المعلم في تطوير واستخدام استراتيجيات التعليم القائم على التفكير الناقد
1.   يحلل النتاجات ويختار قضايا ومفاهيم يحتمل نجاحها إذا درست بهذه الطريقة
2. يعلم استراتيجيات التفكير بشكل مباشر والتي تشمل الاستقراء والاستنتاج والتحقق والتلخيص وغيرها
3.   ينمذج الاستراتيجيات بالتفكير بصوت عال ويشجع الطلبة على عمل ذلك
4.   يدعو الطلبة إلى تبادل اهتماماتهم وتحليل الأوضاع واستكشاف استراتيجيات التغيير
5.   يقدم نموذجاً للاتجاهات الإيجابية لوجهات نظر مختلفة
6. يستخدم الرسوم البيانية والخرائط والجداول البيانية والمنظمات البصرية في التعليم حتى يرى المتعلمون عروضاً مرئية
7.   يتأكد من أن الأفكار المتولدة من العصف الذهني قد استخدمت لإعداد خطة
8.   يراقب تقدم الطلبة ويعطي تغذية راجعة لما يتطلبه الموقف
9.   يوفر الوقت المناسب للتفكير خلال الحصة ولا يستأثر بالوقت كاملاً
10.يوفر فرصاً للطلبة لشرح أفكارهم وتقديم مسوغاتهم ، ويحترم أفكارهم .
كيفية إعداد أنشطة تفكير ناقد
بما أن التفكير الناقد هو قدرة الفرد على إبداء الرأي المؤيد أو المعارض في المواقف المختلفة مع إبداء الأسباب المقنعة لكل رأي ، ومن هذا التعريف الإجرائي البسيط يمكن لكل فرد أن يزاول هذا النمط من التفكير بصورة ذاتية ، أو من خلال التفاعل مع الآخرين ، ويكفي هنا أن يكون منا صاحب رأي في القضايا المطروحة ، وأن يدلل على رأيه ببينة مقنعة حتى يكون من الذين يفكرون تفكيراً ناقداً
وحتى نحصل على هذه القدرة ـ نحن ومعلمونا وطلابنا ـ بدرجة أفضل يهمنا في هذا المقام أن نعرف أين يقع التفكير الناقد على السلم المعرفي عند بلوم ؟
لقد صنف بلوم مستويات التفكير الإنساني إلى ستة مستويات هي : المعرفة ، والفهم ، والتطبيق ، والتطبيق ، والتحليل ، والتركيب ، والتقويم ، والملفت للنظر أن التفكير الناقد لا يمكن أن ينطلق إذا لم يسبقه " تحليل " دقيق للموقف المراد نقده ، كما أن إبداء الرأي المؤيد أو المعارض للموقف المحلل هو " تقويم " ، ومن هنا نجد أن التفكير الناقد هو من مستويات التفكير العليا ويحتل المستويين الرابع والسادس من مستويات بلوم .
إذاً يلزم كمقدمة للتدريب على التفكير الناقد أن ندرب أنفسنا على المهارتين الجزئيتين الرئيسيتين من مهارات التفكير الناقد وهما التحليل والتقويم .
أولاً : مهارة التحليل :
تعرف هذه المهارة : ـ في مجال التحليل المادي ـ على أنها تجزئة الكل إلى مكوناته ، أما ـ في مجال التحليل النوعي ـ فتعني هذه المهارة من بين ما تعني : قيمة ووظيفة وعلاقة كل مكون بالنسبة لغيره منت المكونات ، أو بالنسبة للكل الذي ينتمي إليه ، وكذلك أوجه الشبه والاختلاف بينهما .
ثانياً : مهارة التقويم :
تعرف هذه المهارة بأنها القدرة على إصدار حكم على فرد أو حدث أو ظاهرة استناداً إلى معايير قائمة على القياس أو الوصف .
إن تعرف مهارتي التحليل والتقويم يساعدنا في الحكم على مدى إتقاننا أو إتقان معلمينا أو طلابنا لهذا التفكير ، فالدقة في التحليل كمياً ونوعياً ، والاستناد لمعايير التقويم القائمة على القياس أو الوصف هي أمور ضرورية للحكم على فعالية التفكير الناقد .

يقول جروان (1997) : التفكير الناقد محكوم بقواعد المنطق ، ويقود إلى نتاجات يمكن التنبؤ بها " ، ومن هذا الوصف للتفكير الناقد ، يكون هذا التفكير تفكيراً تقاربياً ، لأنه يسعى إلى إعطاء حكم محدد في مواقف محددة ، وهو تفكير تحليلي لأنه يستند إلى قواعد المنطق التي تصل إلى النتائج من المقدمات "

سادساً: استراتيجيات تعليم المفاهيم .


تعريف المفاهيم الدينية:
·         يعرف المفهوم في التربية الإسلامية: بأنه وصف لأشياء أو مواقف أو مدركات عقلية لها خصائص مشتركة تميزها عن غيرها يعبر عنها بكلمة أو كلمتين، أو وصف لشيء مفرد أو ذات واحدة تنفرد عن ما في الكون.
أنواع المفاهيم الإسلامية
تنقسم المفاهيم الإسلامية إلى الأنواع الآتية (الفريد، 1995):
1.  مفاهيم إسلامية لها واقع محسوس، تدرك عن طريق الحواس، ومن الأمثلة على ذلك سائر الأحكام التي وردت في كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، مثل الصلاة والزكاة والحج.
2.  مفاهيم إسلامية لها واقع محسوس، تدرك عن طريق الإحساس بآثارها الدالة على وجودها، ومن الأمثلة على هذا النوع: الاستدلال على وجود الله الخالق من خلال مظاهر خلقة العديدة المتنوعة المبثوثة في هذا الكون الواسع.
3.  مفاهيم إسلامية لها واقع لا يدركه الإنسان بحواسه، لأنها من عالم الغيب، ومثال ذلك: الجن والشياطين والملائكة، فهي مفاهيم لها واقع لا يدركه الإنسان بحواسه، لكن المصدر الذي أخبرنا بها قد قطع العقل بصدقة.
خصائصها المفاهيم الإسلامية:
يمكن إبراز أهم خصائص المفاهيم الإسلامية بما يلي (الجلاد، 1999)
1.  المفاهيم الإسلامية تستمد من مصدر ثابت (لا يتغير ولا يتبدل) ومن ثم، فهي تعكس على المفاهيم ثباتاً في جانبها المستمد من المصدر التأسيسي (الوحي).
2.  المفاهيم الإسلامية تستمد من مصدر مستقل متميز عن المكلفين كافة، فلا يتدخل فيه بشر، ذلك أن العبرة هي الاستدلال بالدليل.
3.    المفاهيم الإسلامية تستمد من مصدر مستقل عن الخبرة التاريخية أو الخبرة المعاشة .
4.  المفاهيم الإسلامية تستمد من مصدر يتسم بالعموم في مخاطبة المكلفين كافة في إطار من تكريس قيمة المساواة في التكليف، ولكن لكل دورة المخصوص وفق حدود التكليف.
5.    المفاهيم الإسلامية تتصف بالشمول والكلية لكل جوانب الحياة ولكل المستويات كافة.
6.    المفاهيم الإسلامية ضابطة ومهمة للعقل.
7.    المفاهيم الإسلامية تتميز بالخصوصية والأصالة.
8.    المفاهيم الإسلامية تشكل فيما بينها منظومة من المفاهيم المجتمعة المتميزة.
9.    المفاهيم الإسلامية تتميز بأخلاقيتها وقيمها، ولا تدعي الحياد والبعد عن إطار القيم والأخلاق.
10.    المفاهيم الإسلامية (خاصة بجانبها الثابت) رغم استقلاله وتميزه عن الواقع وضغوطه، إلا أنها واقعية تعتبر الواقع الذي يشكل عطاءها المستمر والمتجدد من خلال استجابات هذه المفاهيم النظامية والحركية تحياته، فهي إن استقلت بناءً لا تستقل تعاملاً.
الاستراتيجية الأولى: الخرائط المفاهيمية
عرف نوفاك Novak, 1998, p.3)) الخريطة المفاهيمية بأنها أداة لتمثيل المعرفة، وهي تقرأ من الأعلى إلى الأسفل، حيث يكون الأكثر عمومية في الأعلى، والأقل عمومية والأكثر تخصصاً في الأسفل.
فوائد استعمال الخرائط المفاهيمية:
للخرائط المفاهيمية أهمية كبير في جوانب متعددة من عناصر العملية التعليمية (المعلم، الطالب، التقويم، المنهج) وقد أشارات مجموعة من الدراسات إلى هذه الفوائد، منها:
أولاًً: المعلم: حيث أشارات الدراسات إلى أهمية هذه الطريقة في التدريس الفعال للمعلم:
·        قدرتها على زيادة الوعي بالمفاهيم وعناصر المفاهيم المراد تدريسها في الصف،
·        قدرتها على إعطاء المعلمين صورة شاملة وواضحة لهذه المفاهيم، والتقليل من الخطأ في تفسير المفاهيم.
·        قدرتها على المساعدة في تمثيل المعرفة وعرضها في التدريس.
·        قدرتها على المساعدة في تدريس المواضيع التعليمية المختلفة.
·        مساعد المعلمين في التميز بين الأفكار الصحيحة والخاطئة عند الطلبة.
·        تساعد المعلم في التخطيط للدروس، حيث أنها تقوم بتوضيح المفاهيم، وتقرير تسلسل التعلم لدى الطلبة.
·        تسمح للمعلم لرؤية قدرة الطلبة على تنظيم معرفتهم،
ثانياً الطالب: فقد أشارات الدراسات إلى مجموعة من الفوائد منها:
·        تساعد الطلبة على بناء فهم لهذه الوحدة.
·        تساعدهم على تنظيم المعلومات، وفي إجراءات المشاريع، وإدراك المفاهيم التابعة والمهمة المتعلقة بالموضوع العام.
·        تسمح للطلبة بفهم العلاقات بشكل نشيط بين المفاهيم، وفهمهم لموضوع الدرس،
·   تعطي للطلبة القدرة على تميز المفاهيم الجديدة، وتساعده على الربط بين هذه المفاهيم والمفاهيم الجديدة، وتساعدهم على تحديد العلاقات الرئيسة بين المفاهيم التي يحتاجونها، ويؤدي ذلك إلى التعلم ذو المعنى.
·        تساعد على الاحتفاظ بالمعرفة لفترات طويلة من الوقت.
·        تساعد على تسريع التعلم الحالي، وإنها تظهر نجاحاً في تحديد إذا ما كان الطلبة يربطون المعرفة المسبقة بفاعلية أكثر.
·        تساعد الطلبة على تطوير حل المشكلات عند تدريس المناهج
مراحل بناء خرائط المفاهيم:
ويتم بناء الخرائط المفاهيمية سواء كان ذلك من قبل المعلم أو الطالب على خمسة مراحل، هي:
1.    اختيار المفاهيمSelect  : التركيز على الموضوعات، ثم تميز الكلمات الدليلة أو العبارات ذات الدلالة.
2.     تنظيم المفاهيم Rank: تصنيف المفاهيم (كلمات مفتاحيه) من المجردة والأكثر شمولية، إلى الأقل تجريداً أو المحددة.
3.   تجميع المفاهيم Cluster: حيث أن هذه الوظيفة تشبه مرحلة التلخيص ويتم من خلالها ربط المفاهيم بعضها مع بعض في عناقيد مفاهيمية تشغل المستوى نفسه من التجريد والتي ترتبط بها مباشرة.
4.    ترتيب المفاهيم  Arrange: ترتيب المفاهيم وعرضها على شكل بياني أو تخطيطي في بعدين.
5.   ربط وإضافة المقترحات Link and add proposition: ربط المفاهيم مع خطوط الربط وتسمية كل خط حسب المقترحات.
استراتيجيات التدريس بواسطة الخرائط المفاهيمية:
يجب الانتباه إلى أهمية التدريس المباشر للطلبة قبل  البدء برسم الخرائط المفاهيمية.وهناك مجموعة من الاستراتيجيات التي يمكن أتباعها لعمل خرائط مفاهيمية ذات قيمة تعليمية عالية، وهي:
1.    تدرب الطلبة على إنتاج الخرائط المفاهيمية.
2.    البدء بموضوع بسيط، من خلال استعمال عدد قليل من المفاهيم.
3.  ضرورة تقديم أمثلة لخرائط مفاهيمية (لجميع مستويات الصفوف الدراسية)، لأن ذلك يساعد على معالجة الموضوع، وزيادة الثقة عند الطلبة.
4.    التأكيد على أهمية التفكير في كل الوصلات المحتملة بين المفاهيم.
5.    التأكيد على أنه ليس هناك جواب واحد صحيح فقط، ولكن هناك في أغلب الأحيان أكثر من وصلة واحدة ملائمة.
6.    التأكيد على أهمية استعمال الأسهم والاتجاهات في وصف العلاقات بين المفاهيم.

الاستراتيجية الثانية: الاستقرائية
وهي طريقة تعتمد على الانتقال من الجزئيات إلى القضايا الكلية والقواعد العامة.
خطوات تنفيذ الطريقة الاستقرائية:
يعتمد تنفيذ الطريقة الاستقرائية على ست خطوات على النحو الآتي:
الخطوة الأولى: التمهيد: من خلال قيام المعلم بالتهيئة للموضوع وإثارة تفكير الطلبة.
الخطوة الثانية: العرض: وتشتمل على إعطاء أمثلة على المفهوم مع التركيز على أن تكون هذه الأمثلة منتمية وغير منتمية، والتدرج في مستوى صعوبة الأمثلة.
الخطوة الثالثة: الربط والمقارنة: من خلال مناقشة الأمثلة مع الطلبة لمساعدتهم على تصنيفها وتمييز الأمثلة المنتمية وغير المنتمية، واستقراء الخصائص المميزة للمفهوم.
الخطوة الرابعة: صياغة التعريف أو التعميم أو القاعدة: يساعد المعلم الطلبة على صياغة تعريف المفهوم على ضوء خصائصه التي تم استخلاصها.
الخطوة الخامسة: التطبيق: حيث يختبر الطلبة في هذه الخطوة صحة التعميم أو التعريف الذي توصلوا إليه من خلال تطبيقه على أمثلة أخرى، حيث تؤدي هذه  الخطوة إلى حفظ القاعدة أو التعريف أو التعميم الذي تم التوصل إليه.
الخطوة السادسة: التقويم الختامي: يتم في هذه الخطوة التأكد من اكتساب الطلبة للمفهوم، وذلك عن طريق القيام بعدد من الأنشطة مثل: إعطاء أمثلة منتمية وأخرى غير منتمية، والإجابة عن عدد من الأمثلة التي تطرح عليهم.
الخطوة السابعة: الواجب البيتي:

الاستراتيجية الثالثة: القياسية
وهي تعني الانتقال من العام إلى الخاص، ومن الكليات إلى الجزئيات، ومن التعريف إلى الأمثلة عليه،
خطوات تنفيذ الطريقة القياسية:
يعتمد تنفيذ الطريقة القياسية على ست خطوات على النحو الآتي:
الخطوة الأولى: التمهيد: حيث يهيئ المعلم الطلبة للموضوع من خلال إثارة تفكيرهم.
الخطوة الثانية: تعريف المفهوم أو القاعدة أو التعميم: من خلال تحديد اسمه، وتحديد الخصائص التي تميزه عن غيره، ومن ثم كتابته في جملة.
الخطوة الثالثة: شرح التعريف: من خلال التفاعل بين الطالب والمعلم. حيث يقوم المعلم بشرح التعريف ومفصلاً دلالة الألفاظ المتضمنة فيه، ويطرح على المتعلمين مجموعة الأسئلة النظرية ويوجههم إلى تحديد سمات المفهوم.
الخطوة الرابعة: إعطاء أمثلة على المفهوم: حيث يقوم المعلم بعرض أمثلة متنوعة على الطلبة، ويراعي أن تكون الأمثلة متدرجة في صعوبتها، ومتوافقة مع خبرات الطلبة السابقة، وفي مرحلة متقدمة من النقاش يورد المعلم أمثلة منتمية وغير منتمية ويطلب من الطلبة التمييز والتفريق بينها مع ذكر التعليل المناسب لكل مثال.
الخطوة الرابعة: التطبيق والتدريب: حيث يطلب المعلم من الطلبة إيراد أمثلة جديدة على التعريف أو القاعدة أو الحكم.
الخطوة الخامسة: التقويم الختامي:

الخطوة السادسة: الواجب البيتي.

سابعاً: استراتيجية تحليل النصوص الأصلية وتحليل المواقف .


أولا: استراتيجية تحليل النصوص الأصلية:
النص الأصلي هو النص المأخوذ من المصادر الأولية أو الأصلية، وتشمل نصوص القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، والنصوص الصحيحة من كتب السير والتاريخ والآداب.
شروط استخدام أسلوب تحليل النصوص الأصلية:
للمحافظة على القيمة التعليمية للنص ينبغي مراعاة ما يلي:
1.     اعتبار النص الأصلي مصدراً للتعلم.
2.     الابتعاد عن التقديم للنص بمقدمة تلخص محتواه.
3.     ضرورة تدريب الطلبة على نقد النص الأصلي نقداً خارجياً للتأكد من صدق المصدر، بحيث يكون مصدراً موثوقاً به، ونقداً داخلياً يتناول مدلولات الكلمات حين كتابتها.
4.     الاهتمام بالأحداث وتجميع الرجال حولها، أي تجميع السير حول الموضوع وليس العكس.

خطوات استخدام استراتيجية تحليل النصوص الأصلية:
يمكن توظيف أسلوب تحليل النصوص وفق الخطوات الآتية:
الخطوة الأولى: ضبط ألفاظ النص وشكله شكلاً تاماً، وعرضه على الطلبة.
الخطوة الثانية: نقد النص نقداً خارجياً للتأكد من صدق المصدر ( الكريم ليس بحاجة إلى نقد خارجي) ، على أن يتم من تعريف المعلم بالمصدر الذي أخذ منه النص.
الخطوة الثالثة: النقد الداخلي للنص، من حيث تنبيه الطلبة إلى مدلولات بعض الألفاظ والتراكيب حين كتابتها، وتمكينهم من مناقشة بقية الألفاظ والتراكيب الجديدة والتوصل إلى معانيها.
الخطوة الرابعة: تحليل النص: وذلك بتمكين الطلبة من التوصل واستنتاج ما في النص من حقائق ومفاهيم ومبادئ وأفكار وأحكام شرعية.
الخطوة الخامسة: التوصل إلى الإرشادات والدروس والعبر التي يرشد إليها النص وما فيه من قيم واتجاهات، ويوظف المعلم الأسلوب الاستقرائي والقياسي، ويمكن الطلبة من الربط بين الأفكار والإرشادات والدروس والعبر، والأجزاء من النص، التي توحي بها، ليتعودوا الاستنتاج من النصوص الأخرى معتمدين على أنفسهم في ذلك.

ثانياً: استراتيجية تحليل المواقف
عندما يأتي موقف ما ضمن قصة من المناسب استخدام الأسلوب القصصي، وبعد عرض القصة يتم التوقف عند كل موقف من المواقف المتضمنة فيها والسير في تناول الموقف حسب الخطوات الآتية:
الخطوة الأولى: عرض الموقف: من خلال عرض عناصر الموقف وتوضيحها للطلبة، بحيث يتم إدراك الموقف من جميع جوانبه، وهذا يتطلب عرض الأحداث كما وردت من مصدرها  دون إبداء الرأي فيها.
الخطوة الثانية: تحليل الموقف: وفي هذه الخطوة يتناول المعلم الموقف، ويوجه الطلبة إلى تقصي عناصره، بحيث يتم تناول كل عنصر وكل حادثة وكل رأي طرح من أي طرف من الأطراف المشتركة في الموقف، وفي هذه الخطوة يتم التوصل بتوجيه من المعلم إلى عناصر القوة وعناصر الضعف في الموقف، وإلى الاحتمالات الممكنة، والآراء المطروحة حول الموقف.
الخطوة الثالثة: مناقشة الاحتمالات والآراء وترجيح الأفضل منها: في هذه الخطوة يطلق العنان للطلبة لمناقشة عناصر القوة في الموقف، وكذلك مناقشة الآراء المطروحة حول الموقف، والتوصل إلى ترجيح الرأي الذي له مؤيدات تشهد بأنه أفضل الآراء الممكنة ضمن ا لظروف والمعطيات المحيطة بالموقف.
الخطوة الرابعة: استخلاص المبادئ والدروس والعبر ( القيم والاتجاهات) في هذه الخطوة يوجه المعلم الطلبة إلى استنتاج المبادئ من الموقف أو المواقف التي تم تحليلها، وكذلك التوصل إلى القيم والاتجاهات المتضمنة، التي تمد المتعلم بالدروس والعبر المستفادة من هذه المواقف، والتي تؤثر في السلوك وتوجه مستقبل الحياة.